تعريف الصناعات اليدوية:
هي تلك الصناعات التي يقوم بمزاولتها الحرفي معتمداً في عمله على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية التي أكتسبها من تطور ممارسته للعمل الحرفي وذلك باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية أو الخامات الأولية المستوردة بحيث يتم التعامل معها في الإنتاج بصورة يدوية أو باستخدام بعض العدد والأدوات البسيطة.
* تنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية في أن بعض المنتجات الحرفية ذات دلالة على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية، وفيما يلي عرض لأهمية الحرف والصناعات اليدوية:
1- الأهمية التاريخية والثقافية :
تشير كتب التاريخ إلى أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجد صحابة عظماء يزاولون أعمالاً حرفية ، ذكر ذلك الإمام محمد بن مسلم بن قتيبية في كتابه (المعارف ص 575) تحت عنوان صناعة الأشراف ، والصحابة والتابعين هم سادة الدنيا علماً وعملاً وفضلاً ، وكانت صناعاتهم وحرفهم في النجارة والحدادة والخياطة والجزارة ولم يقلل ذلك من شأنهم عند الله ولا عند عقلاء الناس .
وبصفة عامة ينظر إلى الصناعات الحرفية اليدوية على أنها مرآة تعكس جانباً من جوانب الهوية الوطنية للبلد، وتعتبر تراثاً وطنياً تحافظ عليه معظم الدول كجزء من هويتها وأصالة شعوبها ورمزاً لعراقتها وحضارتها وتطورها.
ولقد كانت الصناعات اليدوية حتى ماضي قريب تفي بكل متطلبات ومستلزمات المستهلك، وكانت منتجاتها متوافقة مع الأنماط المعيشية السائدة في المدن والأرياف تساهم بتوفير حاجات الإنسان المختلفة ، من ملبس وأثاث ومسكن وغيرها مستلزمات الحياة اليومية في جميع الميادين، وتبعاً للتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية التي اجتاحت العالم ، وأدت إلى تغيرات عميقة في سلوكيات وحاجيات الأفراد وأنماط الاستهلاك فقد أنحسر العمل في قطاع الصناعات اليدوية مقابل . وبفضل التقدم والنمو الاقتصادي الذي بلغته المجتمعات الإنسانية ، والانتقال من مرحلة الإنتاج اليدوي إلى مرحلة التصنيع الآلي، حيث تشهد منتجات الصناعات اليدوية في العالم اليوم تنافساً شديداً من جانب السلع المصنعة بإستخدام الآلات، ويعزى ذلك إلى أسباب منها القدرات الإنتاجية العالية للآلات أوإدخال التقنيات الحديثة أضافة إلى اكتشاف مواد خام جديدة بديلة واستخدامها كبديل للخامات المحلية، فضلاً عن زيادة تفضيل بعض المستهلكين للسلع أو المنتجات المصنعة آلياً، لاسيما إذا صاحب ذلك إنخفاض في سعرها وملاءمتها لخدمة حاجياته بصورة أفضل، ونتيجة لكل ذلك برزت اتجاهات مختلفة لمسألة التعامل مع الصناعات اليدوية، فهناك فئة تنظر إليها من منظور التراث وضرورة الإبقاء عليه دون تجديد أو تعديل. وهناك فئة ثانية ترى أن الأكثر صواباً هو إدماج هذه الحرف في عجلة الصناعة الحديثة وإهمال ما لا يقبل الإدماج إلى أن يندثر تلقائياً، أما الفئة الثالثة فترى أن الصناعات اليدوية يجب التعامل معها كتراث وطني يلزم المحافظة عليه، وكصناعة توفر فرصاً للعمل سواء في الأنتاج أوالتسويق الذي يجب أن يتلاءم مع رغبات المستهلكين بصفة عامة، ومع رغبات بعض الفئات الأخرى ذات الاهتمام بإقتناء المنتجات اليدوية بصفة خاصة كالسواح مثلاً.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]