فاطمة Admin
عدد المساهمات : 125 نقاط : 344 تاريخ التسجيل : 03/10/2012 العمر : 27 الموقع : بين كتبي
| موضوع: هل تريد السعادة ؟ الثلاثاء مايو 07, 2013 9:02 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين. ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين. ما احوج المجتمع اليوم إلى الموعظة. وهل الموعظة. وهل الموعظة إلاّ تنبيه إلى الحياة السعيدة؟ والى سلوك الطريق المستقيم؟ ولقمان من اكبر الوعاظ وتكفيه عظمة ان الله العظيم ينقل مواعظه، في القرآن الحكيم، نقلا تقريرياً ، لا نقلاً تاريخياً، وبالرغم من مرور عشرات القرون على مواعظ لقمان، فان الجدة والصلاحية لم تزالا، طابعها العام فما اجدر بنا نحن المسلمين ـ الذين تأخرنا عن الركب، بسبب تركنا القرآن والسنة المطهرة ـ ان نعيد النظر إلى هذه المواعظ، لنتخذ منها درساً وعبرة. ولنوفق أعمالنا على طبقها، والله الموفق المستعان. محمد حسن النائيني (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه، ومن كفر فان الله غني حميد). في الآية المباركة دلالة على ان الحكمة من نعم الله العظيمة يخص بها أفضل عباده وبها يفرق بين باطل الأمور وحقها صحيحها وسقيمها. وكفى في مدح الحكمة قول الله تعالى (ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً). قال الشيخ أبو علي ابن سينا ـ كما ورد في مجلة العرفان: الحكمة اعز على أهلها من الدنيا بما فيها لا نهم بالحكمة عرفوها فاستقذروها، واستنكفوا عنها، وتركوها لأهلها وسيبوها، وتحققوا ان الجيف بالكلاب أليق، ولا ينازع فيها موفق فصرفوا، وليس كدهم إلاّ اقتناء العلوم والخيرات وجدوا في القيام بالطاعات، واقبلوا على التضرع في الخلوات، واخذوا في تصفية النفوس وتهذيب الأخلاق بموجب الحكمة حتى زكت إفهامهم، وخلصت آذانهم وصفت نفوسهم ، وتمت عقولهم، فادركوا الكليات والابديات وامتزجوا بالروحانيات والتحقوا بالطاهرات الباقيات الدائمات فجالت حول العرش أسرارهم وعميت عما دونه أبصارهم فساروا بعد ذلك إلى الله، واعرضوا عما سوى الله حتى وصلوا فعرفوا جلاله وشهدوا جماله وابتهجوا بلقائه، وتلذذوا ببهائه فبقوا من عشق واشتياق ودهشة وتلاق، فهم عند ذلك سكوت نظار، وملوك تحت اطمار إلى أمور لا يفهمها الحديث ولا تشرحها العبارة ولا يكشف المقال منها غير الخيال. فان قيل فلم ينكرها أهل الشرع يزهدون الناس عنها قلنا ليس مقصود أهل الشرع النهي عن الحكمة مطلقا بل تقليد كلام المدعين للفلسفة من غير تثبت ومتابعة برهان في ما خالف بعضهم بأوهامهم ما جاء به الأنبياء عليهم السلام واما من ترك التقليد وتبع العقل الصريح وآمن بالرسل ونبذ الأوهام كنصير الدين الطوسي والعلامة الحلي والشيخ البهائي فلا ينكر عليهم أحد وكفى في فضلها بان الله تعالى يقول لنبيه الرسول الأكرم محمد بن عبد الله (ص) (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة). قال الله تعالى (وقال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) ولما شرف الله تعالى لقمان بالحكمة اخذ يعظ ابنه ـ انعم ـ أو ـ ما ثان ـ أو ـ ثاران ـ أو شكور ـ أو ـ اسلم ـ ويؤدبه ويذكره ويخاطبه بكلمة التصغير يا بني وهو من الشفقة والرحمة ـ لا تشرك بالله ـ لا تعدل بالله شيئاً في العبادة ـ لان الشرك لظلم عظيم ـ وأصل الظلم النقصان ومنع الواجب فمن أشرك بالله فقد منع ما أوجب الله عليه من معرفة التوحيد فكان ظالماً. اختلفوا في نبوة لقمان عليه السلام فمنهم من قال كان حكيماً ولم يكن نبياً كما عن ابن عباس ومجاهد وقتاده واكثر المفسرين. وقيل: انه كان نبياً كما عن عكرمة والسدي والشعبي وفسروا الحكمة هنا بالنبوة وقيل انه كان عبداً اسود حبشياً غليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داود (ع) وقيل: كان ابن خالة أيوب واحتمل النيسابوري كونه من أولاد آذر. وقد روي انه عمر أربعة آلاف سنة وفي بعض التفاسير والمجمع انه عاش ألف سنة وأدرك داود النبي (ع) وانه مع هذا العمر الطويل لم يبن لنفسه بيتاً إلاّ بيتاً ضيقاً من القصب. وقال رسول الله (ص) حقا أقول لم يكن لقمان نبياً ولكن كان عبداً كثير التفكر حسن اليقين احب الله فاحبه ومن عليه بالحكمة كان نائما إذ جاءه نداء يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟ فاجاب الصوت ان خيرني ربي قبلت العافية ولم اقبل البلاء وان عزم علي فسمعا وطاعة فاني اعلم انه ان فعل بي ذلك أعانني وعصمني فقالت الملائكة: بصوت لا يريهم لم يا لقمان؟ قال: لأن الحكم بين الناس أشد المنازل وأكدها يغشاه الظلم من كل مكان ان وقى فبالحري ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة. ومن يكن في الدنيا ذليلا وفي الآخرة شريفاً خير من أن يكون في الدنيا شريفاً وفي الآخرة ذليلاً ومن تخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب الآخرة فتعجب الملائكة: من حسن منطقه فنام نومة فاعطى الحكمة فانتبه بتكلم بها ثم كان يواز داود (ع) بحكمته فقال له داود طوبى لك يا لقمان أعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى. وقال أبو عبدالله (ع) والله ما أوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله متورعاً في الله ساكناً سكينا. عميق النظر، طويل التفكر، حديد البصر، مستغن بالعبر، لم ينم نهاراً قط، ولم يتك في مجلس قوم قط، ولم ينقل في مجلس قوم قط ولم يعبث بشيء قط ولم يره أحد من الناس على بول ولا غايط قط، ولا على اغتسال لشدة تستره وتحفظه في أمره، ولم يضحك من شيء قط، ولم يغضب قط مخافة الأثم في دينه ولم يمازح إنساناً قط، ولم يفرح بشيء إن أتاه من أمر الدنيا ولا حزن منها على شيء قط، وقد نكح من النساء وولد له الأولاد الكثيرة وقدم أكثرهم إفراطاً فما بكى على موت أحد منهم، ولم يمر بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلاّ أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا، ولم يسمع قولا استحسنه من أحد قط إلاّ سأله عن تفسيره وعمن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء، وكن يغشى القضاة والملوك والسلاطين فيرثى للقضاة بما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لعزتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك يعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ويجاهد به هواه ويحترز به من الشيطان، وكان يداوي نفسه بالتفكر والعبر، وكان لا يظعن إلاّ فيما ينفعه، ولا ينظر إلاّ فيما يعنيه فبذلك أوتى الحكمة ومنع العصمة. كان لقمان يكثر زيارة داود (ع) ويعظه بمواعظه، وكان يقول له داود طوبى لك يالقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية واعطي داود الخلافة وابتلي. قال بعض الناس ألست ترعى الغنم معنا فمن أين أوتيت الحكمة قال بأداء الأمانة وصدق الحديث والصمت عما لا يعنيني. وقيل له من العاقل؟ فقال الذي لا يصنع في السر ما يستحيي منه في العلانية. (في القرآن الحكيم) (يا بني) انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها الله ان الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن انكر الأصوات لصوت الحمير. | |
|