لاشك ان الزراعة من الحرف القديمة جدا فمنذ اول نزول ابينا ادم عليه السلام الى البسيطة استفاد من الارض الكبيرة والمياة
الكثيرة وتطور حال الزراعة من جيل الى اخر حتى وصل الى جدنا امير المؤمنين علي عليه السلام الذي اهتم بالزراعة كثيرا
فقد حفر الابار الكثيرة وانشاء البساتين التي الى يومنا الحاضر بيد السادة الاشراف في المدينة المنورة والى يومنا توجد ابار
معروفة بابار علي عليه السلام .
وايضا اهتم الائمة الاذهار بهة البساتين التي ورثوها من جدهم امير المؤمنين فقد ورد بالروايات ان الامام الصادق
كان لدية بساتين وضياع في منطقة الابواء وكان يعمل بيدة حتى دخل عليه احد اصحابة في الصيف فوجد الامام الصادق
وبيدة المسحاة وهو يعمل ويتصبب عرقا فقال له ياسيدي انت الامام الصادق وتعمل بيدك فقال الامام ولما لا
ان الله يحب ان يرى عبدة حيث يحب والكاد على عيالة كالمجاهد في سبيل الله.
وهكذا بقية الائمة والاشراف اهتموا بالزراعة ولكن الهجرة من الاوطان اجبرتهم على ترك اراضيهم والعمل بحرفة اخرى
والسادة بني العروس لا ندري ماذا كانت مهنتهم قبل نزولهم الحويزة .
واما في الحويزة فقد كانوا يمارسون حرفة الزراعة وها واضح من سيرتهم ومن الكتب التي ذكرتهم والمعروف عن الحويزة انها ارض
منبسطة وفيها مياة كثيرة وكان سكناهم على شط الهميلي وامتلكوا اراضي واسعة هناك واشتغلوا بالزراعة وكانت لهم بساتين
حتى ذكروا بستان ابن عكرش في كتاب الرحلة المكية .
واغلب الذين كتبوا عن حمائل بني العروس قالوا بانهم يعيشون على الزراعة وتربية الحيوانات وهذا ما اشار علية
لوريمر في دليل الخليج حيث ذكر انهم يمتلكون ماشية كثيرة تصل الى خمسة الاف راس ويزرعون القمح والشعير
وقطعا الذي لدية خمسة الاف راس من الاغنام والماشية فلا بد له ان تكون عندة اراضي زراعية كبيرة جدا كي
تستطيع هذة الماشية ان تاكل فيها فيستفادون من حليبها وصوفها ولحومها واوبارها وهكذا وياكلون من الزراعة التي يزرعونها
من قمح ورز وشعير وبقيت هذة الاراضي بادينا الى فترة متاخرة ومن ثم حدث الطاعون فاضطر ابناء
العروس وغيرهم على ترك الحويزة ولما تركوها لم يتركوا مهنتهم الزراعة فاغلب ابناء العروس ملكوا اراضي زراعية
مثل الدغاغله امتلكوا اراضي واسعة جدا في الاهواز على ضفاف نهر كارون وتسمى اراضيهم
الخر والصفاك وهي الى يومنا الحاضر بايديهم ومهنتهم الزراعة وكذلك اخوتهم الى جنبهم من بيت اوشاح وبيت حسين
وايضا اخوتهم الكروشات لم يتركوا الزراعة والبرواية ايضا والحمادي عندما هاجروا الى العمارة اشتغلوا بالزراعة وعندما عادوا الى السابلة
امتلكوا اراضي كبيرة وهي بايديهم الى يومنا الحاضر وكانت مهنتهم الرئيسية هي الزراعة الى ان حان وقت الحرب العراقية
اضطروا لترك اراضيهم واليوم الزراعة لم تعد المهنة الرئيسة لابناء العروس لتطور الحياة وهجرتهم من الريف الى المدينة
ولكن الاراضي باقية بايديهم ويزرعونها سنويا .
فالذي نستنبطة ان اجدادنا من الطبقة الفلاحية الكادحة وعادتا الفلاحين يكونون منهمكين بعناء الزراعة خاصة وان
السقي والحرث والحصاد لم يكن سهلا كما هو الان لدخول الماكنات الكبيرة التي تحرث الارض وتحصد الزرع فكانوا يحرثون بواسطة الحيوانات
ويعملون مقاطع بواسطة المساحي ويصنعون السواقي والجداول ايضا بها وهي تحتاج الى عناء كبير جداوكانوا يسقون زرعهم بطريقة صعبة
للغاية وهي ان الحمائل التي تسكن على الشطوط تسد الشط بواسطة البواري والقصب والطين فيرتفع الماء ويدنقل بواسطة
الجداول الى اراضيهم ويبقى عندهم الماء ثلاثة ايام ثم يفتحونة لكي تسقي الحمولة الاخرى وهكذا ومن ثم يسقون مرة اخرى
واخرى الى ان يتم الزرع وياتي الحصاد فتهب الرجال والنساء للحصاد اليدوي بواسطة المناجل والمسافات الواسعة تحتاج الى
جهد جهيد كي يتم حصادة وبعد ذلك تدوسة الحيوانات تلك الحبوب كي تفردها من سنبلها ومن ثم يطحن هذا
الحب كي يستخدم للاكل والرز للطبخ ويخزن الباقي في بواري كبيرة ويخزن ايضا بذور للزرع في العام المقبل وهكذا كانت الحياة.
وايضا في الصيف كانت تزرع على ضفاف الجداول بطيخ ورقي وبعض الخضروات المتنوعة وفي الربيع تنبت الحشائش
الكثيرة فتكون مرعا خصبا للحيوانات فكان راس مالهم هو المحاصيل الزراعية والماشية وحافظوا على كيانهم بهذة الطريقة
المرجع
mear-hssn.arabepro.com/