حليب و شوكولا ؟!
فتاتين ... في المدرسة وفي الصف.. زميلتين...
كانت إحداهما ..شقراء بشعر ذهبي.. بينما كانت الأخرى سمراء جذابة بعيون واسعة جميلة....
كانت الشقراء مشاغبة ... ذكية لكنها كانت ذات لسان سليط ... بينما كانت السمراء هادئة... مجتهدة ووديعة
وكان قدرهما أن يكون مكانهما في الصف متجاورتين...
كلما سنحت الفرصة كانت فتاتنا الشقراء تقول للسمراء... أنت قبيحة.. أنت سوداء... فتصمت تلك الصغيرة.. وتهطل الدموع من عيونها حبات لؤلؤ وماس...
حتى كان يوم...
دخلت المعلمة الصف في اللحظة التي كان فيها الحوار التقليدي دائراً..
أنت سوداء..أنت قبيحة...
أسكتت المعلمة الصف لكنها وياللغرابة لم تبدأ الدرس...
بل بدأت درساً آخر....
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم بل إلى قلوبكم .. وبالتالي فالجميلة منكم في نظري هي المطيعة البارة بأمها هذه هي الجميلة التي أراها في عيوني بيضاء وأشد بريقا من الماس...
قفزت الشقراء وقالت ..لكنك لا بد تميزين أن زميلتي سوداء...
وبكل ثقة أجابتها المعلمة؟؟ من السوداء؟؟؟
لا أرى سوداء هنا في الصف...
سحبت الشقراء صديقتها السمراء من يدها .. وضعت يدها إلى جانب يدها وقالت .. ألا تميزين الألوان!!!
قالت المعلمة..لا ..أراكما بلون واحد... لكن وجهك بدأ ينطفئ نوره قليلاَ لأنك تسيئين لصديقتك...
بهتت الصغيرة الشقراء.. إذن هي أجمل مني؟؟؟
إن كانت بارة بوالدتها مطيعة ومجدة فالجواب نعم بالتأكيد....
فهمت صغيرتنا الشقراء الدرس...
ضمت صديقتها واعتذرت منها وقالت لها كيف فعلت ذلك؟؟
كيف أسأت إلى لونك وهو لون مؤذن رسول الله؟؟؟
كيف آذيتك و لونك يشبه لون أكثر مادة أحبها الشوكولا؟؟
أجابت الصغيرة السمراء بابتسامة عذبة لا عليك يا صديقتي.. أنا شوكولا وأنت حليب ...
نحن أروع خليط على سطح الأرض..
وشكرا المعلمة على درس حياة....