الحيـاة العصرية والتربيـة للسيرة المهنية

الحيـاة العصرية والتربيـة للسيرة المهنية

إن العالم الذي نعيشه اليوم يتغير ويتطور بسرعة كبيرة ومستمرة، فكل يوم نسمع أو نقرأ عن نظريات جديدة، اختراعات واكتشافات جديدة. وتبعًا لذلك تظهر مهن جديدة أيضًا. فتكثر الاختصاصات ثم يكثر عدد المهن المطلوبة. اذ أنه كلما زاد التقدم العلمي والتكنولوجي زاد أيضا عدد المهن وزاد التغير في مضامين تلك المهن. فتصبح للمهنة أهمية أكبر في حياة الإنسان ويجعل الإختيار المهني أصعب وأكثر تعقيدًا، الأمر الذي يحتاج الى تفكير أعمق وتحضير أكبر.
ففي السابق كان جل اهتمام الإنسان ينحصر في التثبيت في العمل. أما اليوم حيث التغييرات السريعة والتطورات المستمرة وتميّز عالم المهن بالتنوع والتعددية. وبقصر عمر المهن المختلفة. يتغير أيضا مركز الثقل الاقتصادي من الإهتمام بالتثبيت ويتحول الى اقتصاد مرحلي ومؤقت مما يجعل لدى الإنسان العامل عدم أمان واستقرار في مهنته ويُطلب منه استعداد لتغيير مهنته والتحول الى مهنة أخرى أو الى تطور في المهنة نفسها، الأمر الذي يُحتّم عليه تحضير نفسه الى «سيرة مهنية» وليس إلى مهنة ثابتة واحدة.
إن تغيير العمل عادة يكون مصحوبًا بتوتر نفسي وتغيرات في المهارات المهنية والنفسية المطلوبة للمهنة الجديدة، كما أن كل تغيير يتطلب جهازًا من العلاقات الجديدة وقدرة على التحرك والتنقل السريع، فالعامل يضطر للتنازل عن عادات تصبح قديمة وطرق مواجهة معروفة، ويحاول تكييف نفسه لطرق وأساليب جديدة في بيئات جديدة خلال اقامة جهاز علاقات اجتماعية انسانية جديدة بالسرعة الممكنة.
من هذا الواقع تأتي أهمية التربية (الذاتية للسيرة المهنية)، اذ على الإنسان الذي يحضّر نفسه لاختيار مهني ولتخطيط مستقبل حياة أن يتّبع نمطًا ويتبنى مواقف وعادات مرنة تسمح له بالتكيف للتجديدات العصرية وتخفف من حدة التوترات التي قد تحدث له نتيجة هذه التغيرات.
فالسيرة المهنية هي عملية تطورية مرتبطة باختيار الإنسان لأساليب وأنماط لتحقيق تصوره الذاتي وتكوين هويته المهنية- كما يقول العالم «سوبر» اذ أن الإنسان خلال حياته يمارس مهنًا ووظائف متعددة مثل: ولد، تلميذ، مستجم، مواطن، عامل، زوج، عامل في العمل المنزلي، والد ومتقاعد. ثم أنه قد يعمل في أكثر من مهنة أو وظيفة واحدة وفي أكثر من مكان عمل واحد في فترات حياته العملية.
من هنا تأتي أهمية أن يحضّر الإنسان نفسه جيدًا لمواجهة هذا الوضع، ويضع تخطيطًا لنفسه يمكنه من الحياة بأمان واستقرار وبأقل قدر ممكن من التوتر والقلق وذلك بأن يعمّق فهمه لذاته ولعالم المهن وللواقع الذي يعيشه ولمهارة اتخاذ القرارات وبالتالي لمهارات التفتيش عن عمل وكيفية تسويق نفسه لموضوع أو لمهنة يريدها ويرى أنها ملائمة له.

إعتبارات الاختيار

أما هذه الإعتبارات فيمكن تصنيفها الى ثلاثة أنواع:
1)إعتبارات شخصية- مـثل: الميول، القدرات، الصفات، المواهب، الحاجات والقيم والحالة الصحية.
2)إعتبارات تتعلق بالموضوع مثل: موضوع العمل ، مكان العمل ، احتمالات التقدم .
3)إعتبارات اجتماعية اقتصادية- مثل: التأثيرات العائلية والبيئية، سوق العمل، والعامل المادي (الربح).

مرجع :

موضوع مطرووووووووووح راااائع%%%%%%